الشرق الأوسط- صراعات قوى، هيمنة خارجية، ومقاومة داخلية
المؤلف: صدقة يحيى فاضل10.16.2025

تُعد المنطقة العربية، أو ما يُعرف بالشرق الأوسط، بؤرةً للاضطرابات وانعدام الاستقرار على مستوى العالم. فالعلاقات الدولية في هذه الرقعة الجغرافية تتسم بالصراعات الدائمة، فما يكاد صراع يهدأ حتى يندلع آخر. إن "قانون الغاب" هو السائد في العلاقات الدولية عبر التاريخ، حيث يهيمن الأقوى على الأضعف، وإن كان هذا المفهوم قد بدأ يخبو تدريجياً في العصر الحديث، مدفوعاً نحو التعاون ومراعاة الجوانب الإنسانية. فالعلاقات الدولية هي مزيج متلازم من التعاون والتناحر، ويمكن توجيهها نحو التعاون من خلال سياسات رشيدة، والتأكيد على الاعتبارات الإنسانية، وخدمة المصالح المتبادلة، وتجنب المخاطر المشتركة. وقد بدأت هذه النظرة تتبلور على استحياء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، لا تزال هذه المنطقة أكثر اضطراباً من غيرها، وتزداد حدة الصراعات فيها ضراوة وعنفاً مع مرور الوقت.
إن معظم النزاعات والحروب التي تشهدها المنطقة، بما فيها الحروب بالوكالة، ليست سوى معارك ضمن صراع أوسع نطاقاً بين القوى الدولية، وتنافس محموم على موارد المنطقة وإمكاناتها الثرية، والتي تعتبر مطمعاً للقوى العظمى والكبرى. هذا العدوان أو التسلط، من خلال التدخل السافر في الشؤون الداخلية لمعظم دول المنطقة، يمكن رؤيته بالعين المجردة في كثير من الأحيان، وفي أحيان أخرى يستلزم الأمر استخدام "مجهر" مكبر لرصده. ولكنه في جميع الأحوال عدوان واضح المعالم، يُرى ويُسمع ويُقرأ في غالبية الحالات.
إن أي قوة عظمى أو كبرى تسعى إلى بسط نفوذها على مناطق العالم النامية، وخاصة تلك التي تتمتع بموارد طبيعية هامة وموقع استراتيجي متميز، كما هو الحال في منطقة الشرق الأوسط، أي المناطق الأقل قوة. وغالباً ما تكون أهم أهداف تلك القوى تجاه المنطقة المعنية، هي:
- الهيمنة المطلقة على المنطقة المعنية، بأقصى قدر ممكن.
- الاستحواذ على موارد المنطقة بأقل تكلفة ممكنة.
- حرمان القوى الدولية الأخرى المنافسة من الوصول إلى موارد المنطقة المعنية.
أما أهم الوسائل التي تتبعها القوة المهيمنة، أو الطامحة للهيمنة، فهي وسائل "الاستعمار الجديد"، والتي تتجسد في:
- السيطرة على صناعة القرار السياسي، مقابل تقديم الحماية ضد عدو حقيقي أو وهمي، وانتهاج سياسة "فرق تسد"، وإذكاء نار الفتن والصراعات، وغيرها من الأساليب الخبيثة.
وفي حالة منطقة الشرق الأوسط، فإن القوة العظمى المهيمنة، حتى الآن، هي الولايات المتحدة الأمريكية. وهي تسعى لتحقيق نفس الأهداف، وتتبع ذات الوسائل، وفي مقدمتها وسائل الاستعمار الجديد. وقد مكنتها هذه السياسة من ترسيخ نفوذها في المنطقة، وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية. وهذا ما يؤكده العديد من علماء السياسة الأمريكيين، ويعترفون به صراحةً. ويجب ألا نغفل الدور التخريبي الذي يلعبه التحالف الصهيوني الاستعماري في المنطقة، وما تقوم به إسرائيل من أعمال عدوانية وإرهابية ضد الفلسطينيين والعرب بشكل عام. فمنذ أن تم زرع هذا الكيان الصهيوني في قلب العالم العربي، والمنطقة تعيش في حالة من الاضطراب والفوضى. ويكفي أن نشير هنا إلى أن معظم المآسي التي تشهدها هذه المنطقة كان الكيان الصهيوني هو المحرك الرئيسي لها.
لقد صرح ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، ذات يوم قائلاً: "لا يمكن ضمان أمن إسرائيل إلا بعد إضعاف أو تدمير عدة دول مجاورة لها، وفي مقدمتها: العراق وسوريا ومصر". وها قد تم تدمير العراق وسوريا بالفعل، وقد يأتي الدور على دول أخرى قريباً.
وبناءً على ذلك التصوير المبسط، يمكننا تخيل أن المنطقة العربية تشهد حالياً وجود تكتلين متضادين ومتنافرين؛ الأول هو التكتل الغربي، بزعامة الولايات المتحدة (ولنرمز لهذا التحالف بالرمز "س"). أما التكتل الثاني المناوئ والمنافس للتكتل "س"، ولنرمز له بالرمز "ص"، فهو يتألف من القوى والجماعات المعارضة للغرب حالياً، والمكافحة للاستعمار وأساليبه الملتوية. بالإضافة إلى بعض القوى الخارجية، وفي مقدمتها روسيا والصين، وأغلبية شعوب المنطقة، وكل من يدور في فلكهم. ومن المعلوم أن التكتل "س" هو تكتل معادٍ، يسعى جاهداً لتحقيق ما يعتقد أنه يخدم مصالحه الخاصة. وكثيراً ما تكون هذه "المصالح" مجرد مكاسب لفئات قليلة داخله. لقد بات واضحاً للعيان أن التكتل "س" يسير في اتجاه سلبي ومعاكس للمصالح العربية العليا الحقيقية. فعندما يدعي أحد مسؤولي "س" أن تكتله يعمل على إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، فإنه في الواقع يفعل ذلك بما يتوافق مع مصالحه وأهدافه المتغيرة التفاصيل، والثابتة الجوهر. وغالباً ما تكون أفعاله عاملاً يزعزع الأمن، ويضر بمصالح الآخرين، ويهز الاستقرار الإقليمي لاحقاً، ويزيد من غبن الشعوب المعنية. هناك مقاومة ضئيلة جداً ضد التكتل "س"، ولكن التكتل "ص" ما زال في موقف المدافع، وذلك بسبب قوة أمريكا، وضعف التكتل "ص".
ما زال التكتل "ص" يمثل جبهة مقاومة متواضعة الإمكانات. إن عدوان التكتل "س" هو الذي أوجد التكتل "ص". نعم، هناك رفض للهيمنة والعدوان، ومقاومة للظلم والاستبداد، ولكنها لا تزال مقاومة خافتة ومخترقة.
إن معظم النزاعات والحروب التي تشهدها المنطقة، بما فيها الحروب بالوكالة، ليست سوى معارك ضمن صراع أوسع نطاقاً بين القوى الدولية، وتنافس محموم على موارد المنطقة وإمكاناتها الثرية، والتي تعتبر مطمعاً للقوى العظمى والكبرى. هذا العدوان أو التسلط، من خلال التدخل السافر في الشؤون الداخلية لمعظم دول المنطقة، يمكن رؤيته بالعين المجردة في كثير من الأحيان، وفي أحيان أخرى يستلزم الأمر استخدام "مجهر" مكبر لرصده. ولكنه في جميع الأحوال عدوان واضح المعالم، يُرى ويُسمع ويُقرأ في غالبية الحالات.
إن أي قوة عظمى أو كبرى تسعى إلى بسط نفوذها على مناطق العالم النامية، وخاصة تلك التي تتمتع بموارد طبيعية هامة وموقع استراتيجي متميز، كما هو الحال في منطقة الشرق الأوسط، أي المناطق الأقل قوة. وغالباً ما تكون أهم أهداف تلك القوى تجاه المنطقة المعنية، هي:
- الهيمنة المطلقة على المنطقة المعنية، بأقصى قدر ممكن.
- الاستحواذ على موارد المنطقة بأقل تكلفة ممكنة.
- حرمان القوى الدولية الأخرى المنافسة من الوصول إلى موارد المنطقة المعنية.
أما أهم الوسائل التي تتبعها القوة المهيمنة، أو الطامحة للهيمنة، فهي وسائل "الاستعمار الجديد"، والتي تتجسد في:
- السيطرة على صناعة القرار السياسي، مقابل تقديم الحماية ضد عدو حقيقي أو وهمي، وانتهاج سياسة "فرق تسد"، وإذكاء نار الفتن والصراعات، وغيرها من الأساليب الخبيثة.
وفي حالة منطقة الشرق الأوسط، فإن القوة العظمى المهيمنة، حتى الآن، هي الولايات المتحدة الأمريكية. وهي تسعى لتحقيق نفس الأهداف، وتتبع ذات الوسائل، وفي مقدمتها وسائل الاستعمار الجديد. وقد مكنتها هذه السياسة من ترسيخ نفوذها في المنطقة، وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية. وهذا ما يؤكده العديد من علماء السياسة الأمريكيين، ويعترفون به صراحةً. ويجب ألا نغفل الدور التخريبي الذي يلعبه التحالف الصهيوني الاستعماري في المنطقة، وما تقوم به إسرائيل من أعمال عدوانية وإرهابية ضد الفلسطينيين والعرب بشكل عام. فمنذ أن تم زرع هذا الكيان الصهيوني في قلب العالم العربي، والمنطقة تعيش في حالة من الاضطراب والفوضى. ويكفي أن نشير هنا إلى أن معظم المآسي التي تشهدها هذه المنطقة كان الكيان الصهيوني هو المحرك الرئيسي لها.
لقد صرح ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، ذات يوم قائلاً: "لا يمكن ضمان أمن إسرائيل إلا بعد إضعاف أو تدمير عدة دول مجاورة لها، وفي مقدمتها: العراق وسوريا ومصر". وها قد تم تدمير العراق وسوريا بالفعل، وقد يأتي الدور على دول أخرى قريباً.
وبناءً على ذلك التصوير المبسط، يمكننا تخيل أن المنطقة العربية تشهد حالياً وجود تكتلين متضادين ومتنافرين؛ الأول هو التكتل الغربي، بزعامة الولايات المتحدة (ولنرمز لهذا التحالف بالرمز "س"). أما التكتل الثاني المناوئ والمنافس للتكتل "س"، ولنرمز له بالرمز "ص"، فهو يتألف من القوى والجماعات المعارضة للغرب حالياً، والمكافحة للاستعمار وأساليبه الملتوية. بالإضافة إلى بعض القوى الخارجية، وفي مقدمتها روسيا والصين، وأغلبية شعوب المنطقة، وكل من يدور في فلكهم. ومن المعلوم أن التكتل "س" هو تكتل معادٍ، يسعى جاهداً لتحقيق ما يعتقد أنه يخدم مصالحه الخاصة. وكثيراً ما تكون هذه "المصالح" مجرد مكاسب لفئات قليلة داخله. لقد بات واضحاً للعيان أن التكتل "س" يسير في اتجاه سلبي ومعاكس للمصالح العربية العليا الحقيقية. فعندما يدعي أحد مسؤولي "س" أن تكتله يعمل على إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، فإنه في الواقع يفعل ذلك بما يتوافق مع مصالحه وأهدافه المتغيرة التفاصيل، والثابتة الجوهر. وغالباً ما تكون أفعاله عاملاً يزعزع الأمن، ويضر بمصالح الآخرين، ويهز الاستقرار الإقليمي لاحقاً، ويزيد من غبن الشعوب المعنية. هناك مقاومة ضئيلة جداً ضد التكتل "س"، ولكن التكتل "ص" ما زال في موقف المدافع، وذلك بسبب قوة أمريكا، وضعف التكتل "ص".
ما زال التكتل "ص" يمثل جبهة مقاومة متواضعة الإمكانات. إن عدوان التكتل "س" هو الذي أوجد التكتل "ص". نعم، هناك رفض للهيمنة والعدوان، ومقاومة للظلم والاستبداد، ولكنها لا تزال مقاومة خافتة ومخترقة.
